‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات. إظهار كافة الرسائل

02‏/12‏/2009

صباحك زي وشك يا مصر..جميل وحزين




صباحك زي وشك يا مصر..جميل وحزين
بقلم بلال فضل

صباح الخير على الناس المرهقين من عناء الحياة والدايرين في الساقية اللي منصوبة لهم من سبع الاف سنة .. الناس اللي عايشة اليوم بيومه .
كل أملها يعدي من غير اي خساير .. مابتفكرش في بكره عشان ماتتقهرش... مابتفكرش في النهارده علشان ماتتنقطش ..
صباح الخير على ضحكة عالية في قهوة شايها مايتشربش ..
على شاب بيقوم لست كبيرة في الاتوبيس.. على كوباية شاي باللبن وحتة بقسماط بعد صلاة الفجر جنب السيدة نفيسة ..
على قهوة في الحسين مبيعديش عليها حسن بشندي .. على سينما زحمة والضحك طالع من القلب للركب .. على سور الأزبكية وكتبه المعتقة ..
على عشاق فقرا مش لاقيين شقة فبيخطفوا الفرحة متداريين في صخور الكورنيش ورا شجر النيل ..
على صوت الشيخ السيد متولي وهو بيقرا سورة يوسف وبيخلينا نعيط على سيدنا يعقوب اللي ابيضت عيناه من الحزن ..

على عربيات الكبده والسجق لحمة الفقير وعربيات الدوم تفاح الفقير وعربيات السوبيا خمرة الفقير.. على طباق الكشري خالي العدس ورد زياده وغرقان في الدقة .
على فطاطري الحسين اللي سمى نفسه بيتزا الحسين فباظ من ساعتها.. على العدوي بتاع ميدان الجيش يعني احلى رصة فول وطعمية بمستلزماتها وبرخص التراب ..
على أفران العيش في اسكندرية .. على البلكونات اللي مافيهاش كراكيب ولا بصل ولا توم .. فيها كرسيين وكوبايتين شاي وبصة رضا واهة شوق ..
على كل صالة بتلم الناس اللي مش عارفة تتلم على نفسها .. على كل نكته قبيحة تتقال بصوت عالي .
صباح الخير على الطاهرة رئيسة الديوان ودراويشها وسجاد جامعها .

على روح سيدنا الحسين اللي مش مدفون هنا اساسا ..
صباح الخير على كل سطر كتبه نجيب محفوظ وكل شجرة سقاها علاء الديب وكل فيلم كان هيعمله احمد زكي وكل كرسي ماتضايقش لما صلاح جاهين قعد عليه ..
صباح الخير على الناس اللي واقفة في طابور حكومة رخم بتتخانق عشان تسلي بعضها .. على مدرجات الدرجه التالتة وناسها اللي مش هنا اساسا ..
على الاهلي لما يسكع الزمالك ستة وساعات اربعة وساعات اتنين .. صباح الخير على كل ايدين بتسلم عليك باهتمام بعد الصلاة..
وعلى كل امام ما بيطولش في الوقوف ويطول في السجود ..

صباح الخير على سينمات الدرجه التالتة والفاكهة اللي مش مرشوشة مبيدات وسعاد حسني وهي بتغني انا ضاع مني حاجه كبيرة اكبر من اني اجيب لها سيرة ..
صباح الخير بالليل على فرشات جرايد الطبعة الاولى وحفلات الميدنايت والقهاوي المناوبة ..... على العيال وهي بتهز اكياس الكشري الصبح وهي رايحة المدرسة ...
على بتوع الزلابية اللي واقفين قدام المدارس خايفين من البلدية ...
صباح الخير على اكشاك السمك في ابو قير والترام الاصفر وسيدي البوصيري وبردته والمراجيح اللي ورا ضريحه ..
وعم نفنف بتاع الكبدة في المنشية وطعمية ابو احمد الاكتع في شارع عمر بن الخطاب ..
صباح الخير على وقفة النواصي والقمم والخناقات " البوق " اللي الناس بتفش فيها غلها وبتوفر مادة فرجه للواقفات في البلكونات ..

صباح الخير على كل جميلة تغري باثم النظرة الثانية والتاسعة .. صباح الخير على الناس اللي بتكوي قمصانها وتبص على المراية قبل ماتنزل ..
على شوارع الزمالك وجاردن سيتي والمعادي اللي تشرف وتفتح النفس للحياة
وعلى كل اللي بيمشوا فيها وبيفرحوا للي ساكنين فيها ....
صباح الخير على حب الجامعة ومظاهرات الجامعة وكل افيه اتقال على اي معيد غتت في اي سكشن ...
صباح الخير على الاوض اللي فوق السطوح والشقق المفروشة والايجار اللي مابيتكسرش ..
على صينية الاكل اللي بتيجي لك من الجيران قبل ما يتفقوا معاك تدي ابنهم درس...
على قران الفجر وصوت النقشبندي وهو بيقول مولاي اني ببابك قد بسطت يدي ...
صباح الخير على الجمعيات اللي ساتره الشعب المصري .. على تمييلة الصاحب على صاحبه في ساعة الزنقة ..

صباح الخير على ام حمدي عبد الرحيم اللي بتحب جمال عبد الناصر وام ايمن عبد الهادي اللي بتعمل رز مسكر وملوخية تضيع مستقبلك.
وام على رجب اللي ماشفتش البحر الا في عربية الاسعاف اللي خدتها على المستشفى ...صباح الخير على كل نجع وكفر مايكفرش من العيشة ..
صباح الخير على الكنايس اللي شكلها حلو ,, على الاتوبيس النهري لما يكون نضيف.. على عم فاروق ونصبة الشاي بتاعة كوبري عباس ..
على كل زوجه مابتنكدش على جوزها , وكل راجل مابيستقواش على ولية وعلى كل ندهة لبابا وكل لعبة لبنوته ومسدس ميه لحماده ..
صباح الخير على كراتين الجهاز المتعانة فوق الدواليب .. واحلام الجواز المتحاشة تحت البطاطين ..

صباح الخير على عامود السواري والفاتحة اللي بقراها وانا ببص من تحته على تربة ستي اللي قالتلي
وانا رايح الجامعة اول مرة " يابني البلد بلدهم يعملوا فيها ما بدالهم !"
صباح الخير على لمة صحابي في القهوة وشتايمهم فيها علشان بطلت اجي ..
صباح الخير على دعوة ربنا يكفيك شر طريقك ..

صباح الخير على عبد الناصر قبل مايبقى فرعون
وعلى الشعراوي وهو بيقول اذا كنت قدرنا فليعنا الله عليك , وعلى عبد الحليم وهو بيعيد كوبليه حبيبي والله لسه حبيبي والله ,

وعلى أم كلثوم وهي بتقول تهون عليا الروح لو فارقت جنبي , وعلى محمد فوزي وهو بيقول اي حاجه يعوزها ..
صباح الخير على مرجلة ابراهيم عيسى الذي اخرجني من الظلمات الى النور.

على مسلسل ارابيسك وفيلم حب في الزنزانة وفينالة الكيت كات ونجيب الريحاني وهو بيغني
حتى الفيران اشتكت من قلة فرافيتي ... !

على عم حجازي اللي سابهالنا مخضرة وراح طنطا .. على محمود عوض اللي قاعد في البيت ....
على بهاء طاهر اللي بيصلب طوله علشان يروح المظاهرة ...
على فاروق عبد القادر وصحبته ..
على حمدي عبد الرحيم واكرم القصاص وقهوة المنظر الجميل
والايام اللي كنا مش لاقيين ناكل فيها بس كان عندنا شاي وسكر كتير..
صباح الخير على مراتي بنت الاصول اللي مابتخافش من اي حاجه بكتبها .
صباح الخير على بنتي اللي لو ماشفتهاش بتكبر .. قولولها ان ابوكي كان راجل جدع .

04‏/11‏/2009

أردوغان...كفى...إرحمنا أرجوك!؟

 أردوغان...كفى...إرحمنا أرجوك!؟  

د. حمدي شعيب    |  03-11-2009 23:00

ذات مساء طيب، في تسعينيات القرن العشرين؛ أثناء عملي في المملكة العربية السعودية، أذن علينا المغرب في طريقنا في رحلة العمرة من المدينة إلى مكة؛ فأنزوينا إلى أحد المساجد؛ لنصلي المغرب!.

ودخلت إلى الصف؛ وهالني الصوت الرائع الملائكي للإمام؛ وهو يقرأ سورة الضحى، حتى انهمرت دموعي من سحر التلاوة!؟.
وبعد أن انتهى الإمام من الصلاة، التفتت إليه؛ فألجمتني المفاجأة؛ فخرجت لأقابل زوجتي؛ والتي صلت في الصفوف الخلفية، وبادرتني بمفاجأة أخرى وهي تسأل متعجبة ومتأثرة: من هذا الإمام المؤثر؟!.
فهتفت بها:
إنه رجب الطيب أردوغان، وسأذهب إليه وأحييه وجميع مرافقيه في الحافلة التي تقف وراءك، ولكي أبلغه سلامنا جميعاً إلى أستاذه رئيس وزراء تركيا نجم الدين أربكان، ولنعلن إعجابنا وسرورنا بتجربتهم الرائدة في قيادة تركيا، وفي انتخابات حرة هزت العالم!؟.
وكانت المفاجأة الثالثة؛ أنني وجدته لا يتحدث العربية أو الإنجليزية؛ بل التركية فقط، وكان المترجم وسيطاً ينقل إلي كلينا جوانب هذا الحوار واللقاء الطيب الدافيء!؟.

ثم توالت المفاجآت؛ عندما سألني عن مصر، وأحوالها، وأخبار أهلها؛ وكأنه يتابع كل دقائقها، وكأنه ينظر إلى ثقلها ويحترم قوتها ومكانتها ومكانة أهلها وريادتها وريادتهم!؟.

وودعته ورفاقه، واستشعرت خيراً؛ بأن هذا اللقاء الطيب الدافيء الأخوي من علامات قبول هذه العمرة المباركة!؟.
وقلت في نفسي أيها الرجل أنت ومن معكم من تلاميذ أربكان، لقد أتعبتمونا بريادتكم للنهوض الحضاري ببلدكم، وفي نفس الوقت تحافظون وتوازنون مسيرتكم؛ بهذا الجانب الطيب في سلوكياتكم تمنيت وحلمت حلماً مسكيناً؛ وهو أن أرى مسئولاً في بلدنا ذات الريادة الإسلامية وهو يؤم الناس، أو على الأقل تكون سيرته حسنة ولو يترفع عن التعدي على أراضي مصرنا المسكينة، أو يبتعد عن عيوننا؛ فلا يظهر على شاشتنا الفضية وهو يتحدث عن الشفافية، وعن عصر الشفافية، وعن ...!!!؟؟؟.
بلدنا بتتحطم بينا!؟:

ثم شغلتني أيامها قضية أخرى؛ وهي التي أظهرت نبوغه القيادي المبكر؛ وهي تلك النقلة الحضارية التي أنتقلت بها مدينته (استانبول) أو (القسطنطينية)؛ عندما كان يرأس مجلسها المحلي؛ لتفوز بجائزة أفضل وأجمل وأنظف مدينة عالمية!؟.
وهو السبب الآخر الذي أتعبنا وأشعرنا بمدى الصغار؛ فنحن لم نزل نتعثر في البحث عن حل لإشكالية حضارية ومشروع قومي خطير وحديث كل منتدى ألا وهو مشروع التخلص من القمامة!؟.
أقول هذا وأنا أتعثر بين أكوام القمامة؛ التي تنبعث من كل ركن في مدننا الحضارية المسكينة!؟.
ونقترح أن يتغير الشعار الآن من (مصر بتتقدم بينا) إلى (مصر بتتقذر بينا)!!!؟.

من المراهقة ... إلى الرشد!؟:

ثم كانت الحركة التصحيحية الحزبية التي قام بها ورفاقه النشطاء، على نهج أستاذه أربكان؛ لتبلغ بهم مسيرة الحركة الإسلامية في تركيا درجة عظيمة من النضج ليذهلونا ـ كمعجبين في كل العالم بتوجهاتهم الواعية ـ بأنهم قد استعلوا على أخطر معوقات الطريق؛ ليحققوا الحلول الحضارية لعدة إشكاليات مزمنة ومستعصية؛ وأخطرها كما أراها من إطلاعي المتواضع على الأحداث:

1-إشكالية العلاقة بين الثابت والمتغير في الحركة، وذلك في ديناميكية رائعة تستعلي على المعوقات!.

2-إشكالية عض الإصابع بين طرفي مقص القوى التركية؛ فتجاوزوا مرحلة الصراع الدامي بين توجهات حزبهم الراديكالية، والمؤسسة العسكرية الأتاتوركية المهيمنة!.

3-حققوا بتوازنهم البراجماتي، وسيرهم الواعي على صراط الميزان الاجتماعي والدولي، وبتجربة عملية الحل الحضاري لإشكالية طالما صدعوا رؤوسنا بها وهي إشكالية العلاقة بين الدعوي والسياسي!؟.

4-ولم يلعبوا على منهجية خطيرة في مسيرة الحركات والأحزاب؛ وهي العقلية التبريرية.
فلم تعجزهم المعوقات، ولم يستكبروا على الأخطاء؛ فاعترفوا بها وصححوها في مهدها، ولم يداهنوا معارضيهم ، ولم يخدعوا مناصريهم، ولم يخجلوا من قواعدهم الواعدة!؟.

فأشعرونا أكثر بمدى ما وصلت إليه مسيرتهم الرائدة؛ والتي انتقلوا بها من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد والنضج!؟.

رجولة ... وخنوع!؟:

ثم جاءت محنة غزة!؟.
ورأينا كلنا موقفه الثابت الشامخ الواضح من المعتدي؛ بينما نحن نعاونه ونبارك غزوة على إخواننا!؟.
ثم رأينا موقفه الرجولي الشامخ؛ وهو يوقف ـ ولأول مرة في حياة جيلنا الحالم المسكين ـ هذا المتغطرس القبيح شيمون بيريز في منتدى دافوس؛ بينما رجالنا يصمتون ولا يتحدثون ولا يخجلون، وينسون أن التاريخ قاسي في تعامله مع الأحداث وصانعيها؛ فإما يسطرهم في صفحاته الناصعات، وإما يضعهم في مزبلته!؟.
لقد أتعبونا هؤلاء القوم وأشعرونا؛ أنهم الشموخ في زمن الانكسار، وأن الرجولة لا يقابلها إلا الخنوع!؟.
أخلاقيات قيادية ... نفتقدها!؟:
ومنذ شهور قليلة سررت جداً عندما رأيت مجموعة من الصور له ولزوجته في مناسبة اجتماعية موحية؛ وهي حفل عرس ابنه رفيق دربه الرئيس عبد الله جول!؟.
لقد فوجئت أنهن محجبات محترمات ملتزمات، في بلد الصراعات وفي زمن التناقضات وفي زمن الفتن الهائجات المائجات!؟.
وقد تأثرت بسلوك العروس الملتزمة، وهي تقبل يدي والدها الفاضل على الملأ!؟.
فأي بشر هؤلاء وأي اعتزاز بالأصول والأخلاقيات؛ لقد أتعبوني كحالم مسكين، وهو يرى قادته، ومسؤولي بلده المسكين، وهم يتسابقون إلى محو هويتهم وهوية وطنهم، وأدعو الله ألا يريك أو يسمعك أخبار حفلات أعراسهم وما يصنع فيها أبناء زمن الحنطرة والتحنطر و(إييييييه) الشعبانية!؟.
يا إلهي؛ أي انحطاط يحاصرنا ويهدد أخلاقياتنا ويدمر هويتنا، وصرخت: (يا رب؛ أشمعنى إحنا)!؟.
انتماء ... واغتراب:

ومنذ أيام قلائل وصلني على زاويتي في (الفيس بوك) مقطعاً لفيلم فيديو يظهر هذا الرجل المتعب؛ في لقطة معبرة ومؤثرة؛ وهو يسير مع زملائه من الرؤساء الأوربيين ليأخذوا صورة تذكارية على سلالم المؤتمر، وأثناء صعوده وجدناه ينحني على الأرض ليلتقط علماً صغيراً لتركيا من بين أعلام الدول المشاركة والتي سقطت أثناء مراسم الاحتفال، ثم وضعها في جيبه؛ حتى لا يدوسها أحداً بقدمه!؟.
فتأثرت جداً وأرسلت هذا المقطع المؤثر لأصدقائي؛ لأتعبهم واختبرهم كما تعبت وسألتهم سؤال الحالم المسكين المتألم لضياع الانتماء والمستشعر بمدى الاغتراب الذي يحاصره: ترى لو وجدت علم بلدك على الأرض؛ فماذا أنت صانع به؟!.
وجائتني التعليقات الدامية التي يجمعها حالة اغتراب وصفها شاعر الملاحم الإسلامية كامل أمين:

اجتاز في وطني وفي أهلي عمراً ... من الحزن طالت فيه أسفاري
مهاجرٌ وبلادي تحت راحلتــي ... ولاجئ رغم أني صاحب الدار
فمنك لله يا أردوغان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أجندته ...وهموم الفقراء:

ومنذ أيام وصلتني مجلة (المجتمع الكويتية) العدد (1869) بتاريخ (18/9/2009) وفي الصفحة (11)؛ أن هذا الرجل في أحد أيام رمضان قد فاجأ الجدة الفقيرة المسنة (عائشة أولجون) وزوجها المشلول القعيد القاطنين في إحدى عشوائيات العاصمة أنقرة، وتناول معهم الإفطار، ثم زار عدداً من الأسر الفقيرة فاطمأن عليهم، واستمع لشكواهم في مظاهرة حب دافئة!؟.
فاستنكرت في نفسي تصرفاته المستفزة لنا، وقلت في نفسي؛ ألم يجد هذا الرجل أمكنة وبشر أنظف من هؤلاء ليزورهم أمام العدسات؟!.
ألا يوجد عندهم (كارفور) ليزوره؟!.
ألم يجد قعدة على ترعة تزدحم بضفادع بشرية أمنية، في خص يبنيه رجال أمنه، وفي ضيافة ممثل قدير من أمنه، وعلى شاي صنعه رجال أمنه؟!.

حتى أنت ... يا أحمد يا منصور!؟:

لم أكد أنتهي من هذا الهم، وأشعر بشيء من التنفيس عن هموم الحالم المسكين؛ حتى هوى على رأسي المسكين هذه الكلمات:
(صناعة التاريخ حرفة لا يجيدها إلا الرجال)!؟. (نحن استمعنا إلى صوت شعبنا)!!؟.
(وأنه لن يملأ الفراغ الذي ستتركه أمريكا في المنطقة عاجلاً أم آجلاً إلا صناع التاريخ، إلا دول قوية وحكومات تسمع لصوت شعبها، أما الأقزام الذين مشوا ويمشون في ركاب أمريكا وإسرائيل؛ فإن مصيرهم سيكون لا شك مصيرها، وسوف ينالون؛ دون شك مكانتهم المرموقة في مزبلة التاريخ!؟).
وقد اقتطفتها دون تعليق من مقال رائع لا يجب أن يفوت أحد؛ وعنوانه (الأتراك يعيدون صناعة التاريخ) للصديق الحبيب والإعلامي الرائع (أحمد منصور) في عدد الأربعاء الأسبوعي لجريدة الدستور (21 أكتوبر 2009م)!؟.
فأحببت أن أختم بهذين العتابين الحزينين:

الأول: (كفانا هموماً ومقارنة بين مواقف الرجولة، ومواقف الخزي التي تحاصرنا وتقتلنا يوماً بعد يوم؛ خاصة ما أصابني بعد قراءة هذه الإنجازات العبقرية المذهلة التي صنعها هذا الرجل الشامخ؛ والتي وردت في مقال الدستور، ولا أجد عتاباً أبلغ من عتاب قيصر لبروتوس: حتى أنت يا أحمد يا منصور)!؟.

الثاني: (أيها الرجل؛ من سلطك علينا؛ كفانا هموماً؛ نستشعرها ونحن نتابع إنجازاتك ومواقفك يوماً بعد يوم، لأنني كحالم مسكين؛ في حالة من التناقض الداخلي والتشرذم النفسي؛ لوقوعي بين شعورين قاتلين يتجاذباني؛ لأنني أزداد فخراً بك، وفي نفس الوقت استشعر مدى الصغار الذي يحاصر أحلامي المسكينة في التغيير مثلكم!؟.

فالأفضل أن تبتعد عنا؛ فأنت في كوكب غير كوكبنا؛ وإن صممت على هذه المواقف، ولم ترعوى عن مسيرة الصعود؛ فستشعرنا بمدى هبوطنا، وستكشف سوآتنا، وتفضح كوكبنا؛ أرجوك أرحمنا، ودعنا في حالنا)!؟.

مع تحيات الحالم المسكين:
د. حمدي شعيب
استشاري أطفال ـ زميل الجمعية الكندية لطب الأطفال (CPS)ـ عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

نقلاً عن جريدة "المصريون"

03‏/11‏/2009

النهر والسلة

كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال مع حفيده الصغير
وكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر ليجلس الى مائدة المطبخ ليقرأ القرآن
وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء
لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها
وذات يوم سأل الحفيد جده:
يا جدي ، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل
ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد انني لا أفهم كثيرا منه. وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف. فما فائدة قراءة القرآن إذا؟
كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال:
خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر ثم ائتِني بها مليئة بالماء
ففعل الولد كما طلب منه جده> ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت
فابتسم الجد قائلاً له:
ينبغي عليك أن تسرع الي البيت في المرة القادمة يابني
فعاود الحفيد الكرَّة، وحاول أن يجري إلى البيت
ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة
فغضب الولد وقال لجده:
إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء ، والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً
فقال الجد
لا، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء . أنا طلبت سلة من الماء
يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً ياولدي
ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء
كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة، ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية. فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه وهو يلهث قائلاً:
أرأيت؟ لافائدة
فنظر الجد إليه قائلا:
أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟ تعال وانظر إلى السلة
فنظر الولد إلى السلة
وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة
لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل
فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له:
هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته، ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج
تماما ًمثل هذه السلة

من بريدي - مجهولة المصدر